القائمة الرئيسية

الصفحات

لا يفوتك!

ماذا نقصد بالإستضافة المضادة للرصاص وكيف تستخدم في الأعمال الإجرامية على الأنترنت؟

 في عالم الإنترنت، يمكن إعتبار الإستضافة المضادة للرصاص (Bulletproof Hosting) أحد العوامل الرئيسية المساهمة في إنتشار الجرائم السيبرانية على الأنترنت، حيث تعتبر هذه الخدمة ملاذا آمناً للمحتويات الغير القانونية و المشبوهة، ما يجعل تعقب و إيقاف هذه الأنشطة أمراً صعبا وعويصا على الحكومات في أنحاء العالم.

في هذا المقال سنستعرض لكم ماهية هذه الخدمة، وكيف تعمل؟ وكيف يمكن إستخدامها في الأعمال الإجرامية على شبكة الأنترنت، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها وكيف يمكن لشركات الأمن السيبراني و الحكومات التصدي لها.

ماذا نقصد بالإستضافة المضادة للرصاص وكيف تستخدم في الأعمال الإجرامية على الأنترنت؟

ماهي الإستضافة المضادة للرصاص؟

الإستضافة المضادة للرصاص هي بمثابتة خدمة تقدمها شركات الإستضافة للعملاء للتيح لهم نشر محتوى أو القيام بأنشطة عبر الأنترنت دون القلق من التعرض للحجب أو الإغلاق من طرف الحكومات أو جهات إنفاذ القانون، حيث تتميز هذه الخدمات بسياسات متساهلة تجاه المحتوى المشوبه أو الغير القانوني، ما يجعل هذه الخدمة ملاذاً آمنا للمجرمين السيبرانيين.

آلية عمل الإستضافة المضادة للرصاص

تعتمد هذه الخدمة على العديد من الإستراتيجيات لضمان إستمرار هذه الخدمة دون إنقطاع ومن بين هذه الإستراتيجيات التي تنتهجها :

التسجيل في دول ذات قوانين متساهلة

فغالبا ماتكون شركات الإستضافة المضادة للرصاص مسجلة في دول لا تقوم بفرض قوانين صارمة على الأتشطة الإلكترونية الموجودة على شبكة الأنترنت.

استخدام بروتوكولات مشفرة

من أجل ضمان سرية الإتصالات و البيانات، تستخدم الشركات التي تقدم هذه الخدمة، مجموعة من بروتوكولات تشفير قوية لضمان حماية هذه الخدمة و حماية عملائها من أجل ضمان إستمراريتها.

توزيع الخوادم

تقوم شركات الإستضافة المضادة للرصاص بتوزيع خوادمها عبر مواقع جغرافية متعددة من أجل تجنب إغلاقها بشكل كامل في حال ما تم إستهداف أحدها.


استخدامات الإستضافة المضادة للرصاص في الأعمال الإجرامية

تستخدم الإستضافة المضادة للرصاص في العديد من الأنشطة الإجرامية عبر شبكة الأنترنت منب بينها:

البرمجيات الخبيثة و الهجمات السيبرانية

تعتبر الإستضافة المضادة للرصاص خياراً شائعا لاستضافة مواقع تقوم بتوزيع البرمجيات الخبيثة أو إدارة خوادم التحكم و التحكم عن بعد (C & C) التي تستخدم في الهجمات السيبرانية مثل البرمجيات الخبيثة وبرامج الفدية (Ransomware) . يستخدم هذا النوع من الهجمات في الحصول على الأموال من الضحايا إما أشخاص عاديين على الأنترنت أو الخدمات الحيوية  عن طريق الإبتزاز.

التجارة الغير قانونية

تستخدم كذلك هذه الإستضافة في تشغيل الأسواق السوداء على الأنترنت التي تتاجر المخدرات، و الأسلحة، و السلع المزيفة، وتضمن هذه البيئات المحمية استمرار العمليات الإجرامية  و صعوبة تعقبها، ما يعزز من انتشار هذا النوع من الأنشطة القانونية و التي تأثر بشكل سلبي على المجتمعات.

الإحتيال الإلكتروني

تشمل أيضا الإستضافة المضادة للرصاص المواقع المستخدمة في عمليات النصب و الإحتيال الإلكتروني مثل التصيد الإحتيالي (Phishing) و الإحتيال المالي. بفضل هذه الخدمة، يتمكن المحتالون من استمرارية أنشطتهم دون الخوف و القلق من الملاحقة القانونية، مما يزيد من حجم الخسائر المالية لكل من المؤسسات و الأفراد.


السلطات الهولندية تنجح في إغلاق خدمة CyberBunker

عام 2018 تمكنت السلطات الهولندية بتعاونها مع الأنتربول في إغلاق واحدة من أكبر الشركات الموفرة لخدمة الإستضافة المضادة للرصاص المعروفة باسم سايبر بونكر (CyberBunker)، حيث كانت توفر خدمات بيع إستضافة لمجوعة واسعة من الأنشطة الغير قانونية على شبكة الأنترنت، بما في ذلك أيضا مواقع الأسواق السوداء، و عمليات توزيع البرمجيات الخيبثة، وكذلك مواقع الإحتيال.

استخدمت سايبر بونكر مراكز بيانات متواجدة في مراكز سرية كمخابئ الحرب الباردة، ما جعل عملية تعقب هذه الخدمة صعبا من أجل إغلاقها، إلا أن الجهود الدولية و التنسيق بين وكالات إنفاذ القانون مكن في النهاية من إغلاق هذه الشركة و اعتقال المسؤولين عن هذه الخدمة، ما وجه ضربة قوية لمجتمع الجريمة السيبرانية و داعمي مثل هذه الأنشطة على الأنترنت

التحديات التي تواجه الإستضاف المضادة للرصاص

بالرغم من محاولات الجهات القانونية لمكافحة هذا النوع من الأنشطة، تظل الإستضافة المضادة للرصاص تحدياً كبيرا لعدة أسباب:

التشريعات المتفاوتة

تختلف القوانين من دولة لأخرى، مما يجعل التنسيق الدولي لمكافحة لمثل هذه الظاهرة أمراً معقدا، فبعض الدول توفر بيئة قانونية مناسبة لهذه الأنشطة، مما يصعب ملاحقتها.

التقنيات المستخدمة في التشفير و التخفي

تستخدم خدمات الإستضافة المضادة للرصاص تقنيات متقدمة في عملية التشفير و التخفي، تجعل من الصعب تتبع الأنشطة االغير القانونية و إيقافها، بحيث يعتمد المجرمون على هذه التقنيات للمحافظة على سرية هوياتهم و أنشطتهم على الأنترنت.


جهود التصدي لشركات الإستضافة المضادة للرصاص

تقوم الحكومات و شركات الأمن السيبراني حول العالم بالعديد من الإجراءات لمكافحة هذه الأنشطة ومن بينها:

التعاون الدولي

يعتبر التعاون بين الدول من أهم أساليب مكافحة خدمة الإستضافة المضادة للرصاص، و ذلك من خلال تبادل المعلومات و كذلك عبر التنسيق القانوني، يمكن هذا الأخير من تعزيز الجهود الرامية إلى إغلاق هذه الخدمات و الحد من إنتشارها، و يشمل هذا التعاون جهوداً من المنظمات الدولية كالأنتربول واليوريبول.

تطوير تقنيات الكشف عن الأنشطة الغير قانونية

تعمل الشركات المتخصصة في الأمن السيبراني على تطوير تقنيات جديدة في الكشف عن الأنشطة المشبوهة و ملاحقتها، ويشمل ذلك استخدام الذكاء الإصطناعي وتحليل البيانات الضخمة لتعقب الأنشطة الغير مشروعة على الأنترنت، كما تعد هذه التقنيات جزاءا أساسيا من البنية التحتية للأمن السيبراني الحديث.

التوعية و التدريب لمكافحة هذا النوع من الأنشطة

تعمل الحكومات و الشركات المتخصصة في الأمن السيبراني على زيادة الوعي من خلال التدريب على مواجهة التهديدات السيبرانية، بحيث يشمل ذلك تدريب الفرق المختصة و توعية الجمهور بخطورة هذا النوع من الأنشطة و كيفية الحماية منها، و بالتالي تساهم هذه الجهود في بناء مجتمع واع و أكثر قدرة على التصدي للهجمات السيبرانية.


و في الأخير تعتبر الإستضافة المضادة للرصاص تحديا معقدا في الأمن السيبراني، من خلال التعاون الدولي و تطوير تقنيات متقدمة يمكن تعزيز جهود مكافحة هذه الظاهرة و الحد من تأثيراتها على المجتمع. ويبقى و الوعي و التدريب عنصرا أساسيا في هذا الجهد المشترك من أجل ضمان الأمان على شبكة الأنترنت لجميع المستخدمين في أنحاء العالم.


تعليقات